سيدي الرئيس,
تحية طيبة وبعد..
اولا اعتذر لسيادتكم عن تأخر تهنأتي علي سلامة سيادتكم وعودتكم الميمونة الي ارض الوطن الغالي..
سيدي الرئيس كلانا يعرف, بل يوقن بأن عودة سيادتكم الحميدة لم تكن اقصي احلامي وامنياتي..
لكنك بأي حال عدت.. فهذه ارادة الله..
سيدي الرئيس رسالتي هذه ليس الهدف منها الاطمئنان علي صحتكم الغالية او لاظهار سعادتي وفخري بسيادتكم...
رسالتي اكتبها فقط لأبدي اعتراضي المهذب..
اعلم سيادة الرئيس ان اعتراضي وان كان مهذبا بعض الشئ ولكنه يحمل في مضمونه وقاحة وتبجح الابن العاق لوالده.. ولكنه الطمع في كرمكم هو ما شجعني..
اولا وبما ان "لقمة العيش" النظيفة هي اهم احلامي كمواطن, سيدي الرئيس انا اعترض وبشدة ان أأكل لحوم القطط أو الكلاب البلدي -قد تظن السوء وتظنني مرفها - فلقدت اعتادت معدتي المتواضعة علي لحوم القطط الشيرازي و الكلاب اللولووو..
ثانيا اعترض بشدة علي مطالبة نواب حزبكم الموقر بضرب المتظاهرين بالرصاص.. فكلانا يعلم خطورة هؤلاء الحمقي المتظاهرين علي امن الوطن.. لذلك فأن ضربهم بالرصاص لن يكون الحل الامثل لأرهاب كل من تسول له نفسه العبث بسلامة وطننا الغالي.. ففي القتل رحمة لا يستحقها مثل هؤلاء المتسوليين.. لذا فأنا اطالب بأستمرار الأجراءات الاعتيادية في مثل هذه الظروف – من سحل وتحرش وارهاب عائلي- نظرا لنجاح هذا الاسلوب خاصة بعد ان وصل رجال الامن الي درجة الاحتراف في مثل هذه الامور..
ثالثا انا اعترض بشدة علي تساهل رجال سيادتكم مع هذا المجنون الذي يريد ان ينٌهي عهد سيادتكم ويطالب بتلك التعديلات الدستورية الخرقاء التي لن تؤثر الا سلبا علي استقرار الوطن.. لذا فأنا اطالب بضرورة زيادة حدة الهجوم علي شخصه -في كل الصحف ووسائل الاعلام الموجهة- من رموز حزبكم المبجل.. وارجو ايضا زيادة الاكاذيب المستخدمة في هذا الهجوم من اجل مصلحة الوطن واستقراره..
رابعا –اعذر اطالتي في هذه النقطة - سيدي الرئيس انا اعترض وبكل شدة علي كل المنافقين الوصوليين الذين يتغنون بانجازات سيادتكم.. ويبالغون في وصف حالة الرخاء العامة في عهدكم الكريم..
أود ان اوضح –وكلانا يعرف – ان كل تلك الانجازات المزعومة ليست بأنجازات تدعو الي الفخر..
فمن الطبيعي انه وبعد ثلاثون عاما.. ان تٌنشأ طرق ومحاور جديدة فهذا ليس بأنجاز.. لكن ما ليس طبيعيا الا تستطيع كل تلك الطرق استيعاب الزحام واعداد السيارات...
ومن الطبيعي ايضا انشاء المصانع او المستشفيات او المدن الجديدة فهذا طبيعي ايضا نظرا للزيادة الطبيعية في اعداد السكان لكن ليس طبيعيا ان لا يجد الشاب شقة للزواج او تجد العجوز سرير للعلاج او ان نستورد علم بلادنا ارخص من دولة –مدعية- مثل الصين..
ومن الطبيعي ان تنعم بلادنا بالسلام العسكري كل هذه المدة بسبب الاتفاقيات السابقة التي حافظتم عليها بأمانة... ولكن ليس طبيعيا ان نقف مكتوفي الايدي امام كل التجاوزات التي تحدث في حق الوطن العربي او الاسلامي..
ومن الطبيعي التوسع والاتجاه الي تعمير الصحاري... ولكن ليس طبيعيا ان يفشل اكبر مشروع قومي في العقدين الاخيرين..
ومن الطبيعي محاولة اصلاح التعليم.. لكن الهجوم اللفظي المصبوغ بالطابع الامني علي كل من له علاقة بالمنظومة كنوع من العقاب النفسي هوا ما ليس طبيعيا..
سيدي الرئيس كل هذه الانجازات واكثر لا تدعو الي الفخر والتغني بها.. لذا ارجو من سيادتكم ان تعاقب هؤلاء المنافقين المخلصين علي طمعهم لانهم لم يكتفو بالتغني بالانجاز الاعظم –اول طلعة جوية فتحت باب الحرية- واخذو يٌحيكون الاكاذيب لمجرد انهم لا يكتفون بهذا الانجاز.. لذا انا اعترض وبشدة علي هذا الطمع...
خامسا انا اعترض سيادة الرئيس علي نفيكم المستمر -او نفي نجلكم الكريم او نفي ارباب حزبكم المفخم- لملف التوريث... فهذا يتناقض بشدة علي مبدء ابناء العاملين المتعارف عليه في كل المصالح والشركات الحكومية.. لذا ارجو من سيادتكم تأكيد شرعية هذا المبدء بأن تعلنها صراحة بتعين كريمكم نائباً لسيادتكم..
سادسا انا اعترض علي تساهلكم مع كل من تسول له نفسه ويبدء في انتقاد سياسات الحكومة المختارة تجاه قضية المياه ونهرنا الخالد.. وتساهلكم مع بعض اعضاء حزبكم المعظم الذين قامو بالتلويح ان الخيار العسكري هو احدي الخيارات المطروحة لديكم للحفاظ علي حقوقنا.. فكلانا يعرف ان الخيار السلمي الدبلوماسي هو الخيار الابدي الوحيد لنظامنا السياسي القائم... وان التلويح –مجرد التلويح- بغير ذلك هو ضرب من ضروب التهور والصبيانية.. لذا اطالب سيادتكم اثبات عدلكم وكرم اخلاقكم بالرضوخ لمطالب الدول المعنية واعادة التقسيم العادل للنهر حتي يقتنع العالم قبل الموطنين ببعد رؤيتكم وعدلكم حتي مع الدول الاخري... ولمساعدة سيادتكم في قراركم فانا اوعدكم -انه في حال توقيعكم علي تلك الاتفاقية الجديدة – بأن اتوقف عن الاستحمام نهائيا لتوفير وترشيد استهلاك الفرد من المياه وسآكتفي بغسل وجهي يوم الجمعة قبل الصلاة مباشرة فقط..
واخيرا..
سيدي الرئيس... انا حقا اعترض...